نظّم مدى الكرمل – المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، وحركة الشبيبة اليافية، ومسرح السرايا، بمناسبة الذكرى الـ43 ليوم الأرض الخالد، ندوة لمناقشة وتقديم كتاب "يافا مدينة البرتقال – 1700-1840" لمؤلفه المؤرّخ وعضو إدارة مدى الكرمل الأستاذ محمود يزبك، في مسرح السرايا في يافا.
افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية لكل من يارا غرابلي، التي أدارت الندوة، ورامي صايغ عن حركة الشبيبة اليافية، ود. مهند مصطفى مدير عام مدى الكرمل. ومن ثم ألقى الباحث سامي أبو شحادة مداخلة حول الكتاب جاء فيها ان الكتاب يقدم قراءة جديدة لتاريخ يافا، ويعطي الحق لمن ظلمتهم الرواية الصهيونية حول يافا، مثل محمد آغا أبو نبّوت الذي كان له دور هام في إعادة بناء يافا بعد تدميرها إثر غزوة نابليون.
اما المداخلة المركزية فكانت للبروفسور محمود يزبك الذي استعرض فصول الكتاب وظروف البحث، منطلقاً من بدايات النهضة في يافا، ومن ثم تدمير نابليون لها. وأشار يزبك لفترة حكم محمد باشا أبو المرق، وإحياء يافا والصراع مع والي دمشق ودلالاته السياسية والاقتصادية، كما توسّع يزبك في عهد أبو نبّوت وانجازاته على المستوى العمراني والاجتماعي والاقتصادي، واختتم في مراحل الحكم المصري ليافا في سنوات 1831-1840. وأكد يزبك في مداخلته على أن الكتاب ينفي الرواية الصهيونية التي تدعي ان للحركة الصهيونية الفضل في بناء البيارات والبساتين وفي النهضة المعرفية في يافا، حيث يظهِر الكتاب، على سبيل المثال، وجود تقنيات الزراعة في يافا قبل أكثر من قرن من تدشين أول مستوطنة يهودية في فلسطين عام 1882.
عن الكتاب: يروي الكتاب نهضة يافا في العصر الحديث حين أخذت الحياة بالعودة إليها بالتدريج مع القرار العثماني في أواخر القرن السابع عشر بإعادة إعمار مدن الموانئ وضمنها يافا. وبسبب موقع يافا الاستراتيجي وأهمية مينائها تعرضت المدينة لضربات قاسية، وعاث فيها الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون دماراً وخراباً وقتلاً. يتتبع الكتاب مراحل تطور يافا منذ العام 1700 وحتى العام 1840 وكيفية تشكّل أنماطها الاجتماعية ومقوماتها الاقتصادية. وإضافة إلى مينائها الذي شكّل مدخلاً لوسط فلسطين وجنوبها، فقد حبتها الطبيعة بأرض خصبة ووفرة بالمياه. وتوجهت الاستثمارات نحو زراعة البيارات التي غطت مساحات واسعة من محيط المدينة في الاتجاهات كافة، حتى أصبح برتقال يافا وبياراتها علامة فارقة للمدينة، وأهم مصادر ثروتها، وأكبر محرّكات لاقتصادها. يروي الكتاب هذه الأحداث معتمداً على سجلات محكمة يافا الشرعية، أكثر المصادر المحلية غنىً بالمواد الاجتماعية.